بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جميع الإخوة والأخوات قادة الإصلاح و النهضة بالأمة الإسلامية من وطننا الحبيب.
كلنا على علم أن من شروط صناعة الحياة أن نبنيها بأيدينا و سواعدنا و أفكارنا ،فنحن أمة الإسلام لدينا من الحوافز و المرجعيات الدينية و الطاقات البشرية ما يجعلنا نقود العالم و نتقدمه بكل ثقة و اعتزاز بالانتساب لهذا الدين الحنيف ،بعدما كدنا نعجز عن النهوض من طول ما آنست أجسادنا الرقاد ...
نعم ،لم يعد لنا عذرا نعتذر به _ و خصوصا نحن اعضاء لمسات الابداع_ لتفريطنا و تقصيرنا في واجباتنا الدينية، و خصوصا منها الصلاة، التي تعتبر عماد الدين و سنامه ،فإن صلحت صلح العمل كله و إن فسدت فسد العمل كله
إلى جميع الإخوة والأخوات قادة الإصلاح و النهضة بالأمة الإسلامية من وطننا الحبيب.
كلنا على علم أن من شروط صناعة الحياة أن نبنيها بأيدينا و سواعدنا و أفكارنا ،فنحن أمة الإسلام لدينا من الحوافز و المرجعيات الدينية و الطاقات البشرية ما يجعلنا نقود العالم و نتقدمه بكل ثقة و اعتزاز بالانتساب لهذا الدين الحنيف ،بعدما كدنا نعجز عن النهوض من طول ما آنست أجسادنا الرقاد ...
نعم ،لم يعد لنا عذرا نعتذر به _ و خصوصا نحن اعضاء لمسات الابداع_ لتفريطنا و تقصيرنا في واجباتنا الدينية، و خصوصا منها الصلاة، التي تعتبر عماد الدين و سنامه ،فإن صلحت صلح العمل كله و إن فسدت فسد العمل كله
هناك عدة خطوات يمكن للمسلم إذا اتبعها أن يزداد اعتياداً
ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة ، فمن ذلك :
1-التبكير في النوم : ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها ، فلا
ينبغي للمسلم أن ينام قبل صلاة العشاء والمُشاهد أن غالب الذين
ينامون قبل العشاء يمضون بقية ليلتهم في خمول وكدر وحال تشبه المرضى .
ولا ينبغي كذلك أن يتحدث بعد صلاة العشاء ، وقد بين أهل العلم
سبب كراهية الحديث بعدها فقالوا : لأنه يؤدي إلى السهر ،
ويُخاف من غلبة النوم عن قيام الليل ، أو عن صلاة الصبح في
وقتها الجائز أو المختار أو الفاضل .
والمكروه من الحديث بعد صلاة العشاء كما قال الشراح : هو ما
كان في الأمور التي لا مصلحة راجحة فيها ، أما ما كان فيه
مصلحة وخير فلا يكره ، كمدارسة العلم ، ومعرفة سير الصالحين
وحكايتهم ، ومحادثة الضيف ، ومؤانسة الزوجة والأولاد
وملاطفتهم ، ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم وأنفسهم ، إلى آخر
ذلك من الأسباب المباحة . فما الحال إذا تفكرنا فيما يسهر من
أجله كثير من الناس اليوم من المعاصي والآثام إذن فعلى المسلم
أن ينام مبكراً ، ليستيقظ نشيطاً لصلاة الفجر ، وأن يحذر السهر
الذي يكون سبباً في تثاقله عن صلاة الفجر مع الجماعة .
حقاً إن الناس يتفاوتون في الحاجة إلى النوم ، وفي المقدار الذي
يكفيهم منه ، فلا يمكن تحديد ساعات معينة يُفرض على الناس أن
يناموا فيها ، لكن على كل واحد أن يلتزم بالوقت الكافي لنوم
يستيقظ بعده لصلاة الفجر نشيطاً ، فلو علم بالتجربة والعادة أنه لو
نام بعد الحادية عشر ليلاً مثلاً لم يستيقظ للصلاة ، فإنه لا يجوز
له شرعاً أن ينام بعد هذه الساعة .. وهكذا .
2- الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم ، فإنها
تعين على القيام لصلاة الفجر .
3- صدق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر ، أما
الذي ينام وهو يتمنى ألا تدق الساعة المنبهة ، ويرجو ألا يأتي أحد
لإيقاظه ، فإنه لن يستطيع بهذه النية الفاسدة أن يصلي الفجر ،
ولن يفلح في الاستيقاظ لصلاة الفجر وهو على هذه الحال من فساد
القلب وسوء الطوية .
4- ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة ، فإن بعض الناس قد
يستيقظ في أول الأمر ، ثم يعاود النوم مرة أخرى ، أما إذا بادر
بذكر الله أول استيقاظه انحلت عقدة من عُقد الشيطان ، وصار ذلك
دافعاً له للقيام ، فإذا توضأ اكتملت العزيمة وتباعد الشيطان ، فإذا
صلّى أخزى شيطانه وثقل ميزانه وأصبح طيب النفس نشيطاً .
5- لا بد من الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين ،
والتواصي في ذلك ، وهذا داخل بلا ريب في قوله تعالى : (
وتعاونوا على البر والتقوى ) وفي قوله ( والعصر إن الإنسان
لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
فعلى المسلم : أن يوصي زوجته مثلاً بأن توقظه لصلاة الفجر ،
وأن تشدد عليه في ذلك ، مهما كان متعباً أو مُرهقاً ، وعلى
الأولاد أن يستعينوا بأبيهم مثلاً في الاستيقاظ ، فينبههم من نومهم
للصلاة في وقتها ، ولا يقولن أب إن عندهم اختبارات ، وهم
متعبون ، فلأدعهم في نومهم ، إنهم مساكين ، لا يصح أن يقول
ذلك ولا أن يعتبره من رحمة الأب وشفقته ، فإن الرحمة بهم
والحدَبَ عليهم هو في إيقاظهم لطاعة الله : ( وأمر أهلك بالصلاة
واصطبر عليهم ) .
وكما يكون التواصي والتعاون على صلاة الفجر بين الأهل ، كذلك
يجب أن يكون بين الإخوان في الله ، فيعين بعضهم بعضاً ، مثل
طلبة الجامعات الذين يعيشون في سكن متقارب ومثل الجيران في
الأحياء ، يطرق الجار باب جاره ليوقظه للصلاة ، ويعينه على طاعة الله .
6- أن يدعو العبد ربه أن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع
الجماعة ؛ فإن الدعاء من أكبر وأعظم أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء .
7- استخدام وسائل التنبيه ، ومنها الساعة المنبهة ، ووضعها في
موضع مناسب ، فبعض الناس يضعها قريباً من رأسه فإذا دقت
أسكتها فوراً وواصل النوم ، فمثل هذا يجب عليه أن يضعها في
مكان بعيد عنه قليلاً ، لكي يشعر بها فيستيقظ .
ومن المنبهات ما يكون عن طريق الهاتف ، ولا ينبغي للمسلم أن
يستكثر ما يدفعه مقابل هذا التنبيه ، فإن هذه نفقة في سبيل الله ،
وأن الاستيقاظ لإجابة أمر الله لا تعدله أموال الدنيا .
8- نضح الماء في وجه النائم ، كما جاء في الحديث من مدح
الرجل الذي يقوم من الليل ليصلي ، ويوقظ زوجته ، فإن أبت
نضح في وجهها الماء ، ومدح المرأة التي تقوم من الليل وتوقظ
زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء رواه الإمام أحمد في
المسند 2/250 وهو في صحيح الجامع 3494 .
فنضح الماء من الوسائل الشرعية للإيقاظ ، وهو في الواقع منشط ،
وبعض الناس قد يثور ويغضب عندما يوقظ بهذه الطريقة ، وربما
يشتم ويسب ويتهدد ويتوعد ، ولهذا فلا بد أن يكون الموقظ متحلياً
بالحكمة والصبر ، وأن يتذكر أن القلم مرفوع عن النائم ، فليتحمل
منه الإساءة ، ولا يكن ذلك سبباً في توانيه عن إيقاظ النائمين
للصلاة . [على أن يكون ذلك بالاتفاق بين الزوجين].
9- عدم الانفراد في النوم ، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وحده رواه الإمام أحمد في المسند 2/91 وهو في السلسلة الصحيحة رقم 60 . ولعل من حِكم هذا النهي أنه قد يغلبه النوم فلا يكون عنده من يوقظه للصلاة .
10- عدم النوم في الأماكن البعيدة التي لا يخطر على بال الناس
أن فلاناً نائماً فيها ، كمن ينام في سطح المنزل دون أن يخبر أهله
أنه هناك ، وكمن ينام في غرفة نائية في المنزل أو الإسكان
الجماعي فلا يعلم به أحد ليوقظه للصلاة ، بل يظن أهله وأصحابه
أنه في المسجد ، وهو في الحقيقة يغّط في نومه .
فعلى من احتاج للنوم في مكان بعيد أن يخبر من حوله بمكانه
ليوقظوه
دمتم بخير وللخير
ملك الابداع.