من طرف &زهور الياسمين& الأحد 09 نوفمبر 2008, 5:29 pm
ها أنا بدأت طريق في قصة غاليتي
(الجزء الأول )
هل سيتحقق حلمها؟؟؟؟
(خالد، محمد ، سعيد ، نسرين ، ناهد ، نهى ، سحر، هند)
هند هي الطفلة الصغيرة في عائلتها المكونة من خمسة بنات وثلاتة
أولاد كانت هذه العائلة تعيش في ضيعة من ضيع مدينة حمص في سوريا حيث كانت تجارة والدها في هذه الضيعة وكان رزقه كبيرا والحمدلله فهو يملك من الدكاكين الشيئ الكثير والأراضي وعمله
الرئيسي في خان,, يبيع فيه كل البضائع التي يحتاجها المسافرون لأن الضيعة عبارة عن ممر للمسافرين وخاصة البدو فيبيعون ما يحملون من بضائع لأبو خالد (والد هند) ويشترون منه البضائع .....
مرض والدها (أبو خالد ) بمرض الالتهاب الرؤوي,
ولكن لسوء حظه وفي ذلك الزمن لم يكن هناك الأطباء الكثر ليعرفوا تشخيص مثل هذه الحالات..
وتدهورت صحته للأسوأ فاضطر أبو خالد أن يسافر مع ابنه خالد الى لبنان ليتعالج, هناك تركك خالد
والده في المصحة فقد كان علاجه بالكيماوي لسوء تشخيص المرض..! وعاد هو الى بلده وقد رتب
كل شيئ لعودة والده الذي تحسن بعض الشيئ ولكن بعد فترة طويلة من العلاجات المتغيرة..
كانت الضربة القاصمة التي قصمت ظهر أبو خالد وتركته على فراش الموت إلى أن ودع الحياة هي
ما رآه عندما رجع الى قريته الصغيرة التي فيها رزقه وخانه (خان الحاج أبو خالد) حيث كانت لافتة
المحل تحمل هذا الاسم قبل سفره ولكن بعد رجوعه من السفر لم يجد الحال كما هو عليه, فقد قتل وتمزق من داخله لرؤية اسم ابنه خالد يعلو محله ولم يكن يريد أن يصدق ما رأته عيناه وقف يتأمل المنظر طويلا والغصة في حلقه والدموع حبيسة عينيه تكاد تفجر قلبه قبل أن تتفجر من
عينيه
أبو خالد: ليش هيك يا بابا مستعجل تورثني طيب كان استنيت لما موت وبيصير كل شي ئلك الله يسامحك بس
هذا ما تفوه به أبو خالد قبل أن يصبح حبيس فراشه ويترك خلفه كل شيئ ويوارى تحت الثرى ....
لم يكن من خالد سوى أن تجاهل كلام والده ولم يلقي له بالا حتى أنه لم يزعل لمرض والده ولم
يعاتب نفسه فكان كل همه أن يجمع الأموال من عملاء والده ويبيع ويشتري بعد وفاته فقد كان هو كبيرهم,, ولكن لم يكن سندهم,, كان هو من كسر ظهورهم وعذبهم.! بدل أن يحتويهم ويحتضنهم,
كيف للمرئ ان يهنأ هو بنومه وشربه وأكله وأغلى الناس على قلبه أمه وأخواته اليتاما لا يملكون
طعاما يسد رمقهم بعد أن كانو يعيشون في نعمة ولا يحرمون من أي شيئ...؟!!
آآآآآآآه للأسف
كيف تلد الأم قاتلها وجلادها ....
ولكن هو قدر مكتوب عليهم وأجورهم عند ربهم ...
كان عمر هند ستة أعوام عندما فارق والدها الحياة فأصبحت يتيمة بلا أب يحميها من غدر الزمان وغدر أقرب الناس لها,, أخوها خالد ..
خالد الذي كان كالحوت يبتلع كل ما يواجه طريقه أو يقف أمامه لايمنعه من أكل مال اليتيم,, صارعت أم خالد من أجل بناتها وأولادها ولكن لم تكن تعلم أنها أنجبت حوتا ليبتلعها هي قبل أي شيئ ...
أم خالد أمية لا تعرف القراءة أو الكتابة وتجارة أبو خالد كلها كانت عبارة عن ديون للتجار مسجلة أما الأموال السائبة فلا تعرف عنها إلا القليل القليل,, فخالد كان ذراع والده اليمنى كان يحبه جدا ولكن خاب ظنه به للأسف ....
باع خالد جميع الأراضي والمالكانات وطالب بديون والده من التجار وباع الخان ولم يبقي إلا دكان صغيرة تركها على مضض بعد أن ألحت أمه بأن يتركها ليعمل بها ابنها محمد ويصرف بها على أخوته,,
ترك محمد الدراسة فقد كان في المرحلة المتوسطة ليساعد اخوته على اكمال دراستهم فقد كان سعيد وسحر وهند في المدارس أما نسرين وناهد ونهى فقد تركوا الدراسة وتزوجوا بعد فترة قصيرة من وفاة والدهم..
سعيد يكبر هند بخمسة أعوام وسحر تكبر هند بثلاثة أعوام أصبح عبئ المنزل ثقيلا على أم خالد فقد تدهورت صحتها بعد فراق زوجها وبعد صدمتها بابنها البكر فقد كانت تذهب اليه في بعض الليالي تطلب منه بعض المال لتصرف على أخواته :
أم خالد: يا ماما أعطيني حصة أخواتك البنات ,, والله ما معي حئ أكل مشان طعمين
خالد: مافي ئلكن معي شي حئكن أخدتوه مو مكفي اني ساكت ومخلي البيت الي آعدين فيه,, والدكان ئلكن,, روحي دللي على بناتك بتجيبي فلوس.!!
والله والله عندما سمعت أنا هذا الكلام تزلزل كياني واقشعر بدني
أين الرجولة والمروة والغيرة في هذا الكائن ؟؟!!
فما بال هذه الأم المسكينة التي تذل نفسها ولمن ؟!! لابنها الذي حملت وتعبت وسهرت وربت وبكت لبكائه وفرحت لفرحه و اسفاه .!!
ما كان بيدها غير قول : حسبي الله ونعم الوكيل والله الله مارح يوفئك يا ابن بطني, حسبي الله
ونعم الوكيل وما زالت ترددها إلى أن يغيب عنها ...
خالد: يضحك بكل سخرية ويقول لها أنا ربي مارح يوفئني.؟ شوفي العز الي أنا فيه شوفي كل مالو الله عم يرزئني الأولاد,,
)فقد رزق خالد بتسعة أولاد( وكل مالو تجارتي عم تكبر وتتعالا ضحكاته
ودموع امه تغسل وجهها ..!!
تصرفت أمه بكل ذهبها وأموالها التي استطاعت أن تنقذها من أيدي هذا الوحش الكاسر..
ولكنه لم يهدأ له بال فهناك المنزل والدكان الصغير كيف له أن يترك أهله يهنئون ويتنعمون بها !!!
طالب ببيع المنزل وأجبر أمه على الموافقه
(حكم القوي على الضعيف )
باعت أم خالد المنزل وباعت الدكان بكل مافيها من محتويات
وأخذت نصيبها ونصيب بناتها واشترت منزلا في مدينة حمص لسهولة العيش هناك وسهولة التعليم حيث بقيت هند في المدرسة وتركت سحر المدرسة لتساعد والدتها والتحق محمد بالعسكرية حيث أصبح في السن القانوني لها وحاول سعيد أن يساعد أمه في الصرف على المنزل فقد عمل أعمال شتى بعد عودته من المدرسه ,,
يا الاهي بعد ما كانو أعزاء من الأثرياء أصبح حالهم لا يسر العدو قبل الصديق لم يستطع سعيد أن يجمع بين العمل والدراسة فترك الدراسة وحاول أن يعمل حيث كان يساعد أمه وأخواته في بيع كراسي الخيزران التي كانو يصنعوها هم بأيديهم الناعمة وكانو يعملون الأعمال اليدوية ويبيعونها للتجار في السوق ....
كان سؤال خالد قبل أن يكون سؤال أم خالد لنفسها اين كان يضع أبو خالد الأموال النقدية حيث لم يكن هناك بنوك ولم يجدو أي شيئ يذكر في المنزل,,؟
فكانت الطامة الكبرى أنه كان يضعها في الدكان الصغير في مخبأ سري في الحائط ولكن بعد ماذا فقد رحل صاحب المال فهل لهم أن يحزنو على المال التي أكلها عليهم المشتري الذي اشترى الدكان ببضاعتها ...!!!
لم يعد لأم خالد شيئ من الأملاك إلا صداقها الذي كان أبو خالد حريصا على أن تتملكه هي خوفا من أن يصيبه مكروه وهي كانت أحرص عليه من أي شيئ تملكه فهو القشة التي ستتعلق به إذا غرق مركبها ولكن خالد لم يهنأ له عيش ...
كيف له أن يرتاح أو يطمأن ؟؟
أنه ترك أهله دون مأوى ودون سند
بالطبع يجب أن يكمل واجبه تجاه أهله ويأخذ ما تملك أمه فكما ورث والده في حياته يريد أن يرث أمه في حياتها ....
حاول أن يقنعها بأن تسلمه الصك الذي تملك ولكنها كانت دائما ترفض,, بحث عنه كثيرا دون جدوى فهي دائما تخبئه بالقرب من قلبها ولو استطاعت أن تمزق أضلعها وتخبئه فيه لما انتهت ....
فشلت خطط اقناعه لوالدته بأخذ الصك منها فحاول التلون كالحربائة ليصل لهدفه,,
أسكن أمه وأخواته في حجرة صغيرة في منزله مع هذا كان يتقاضى الأجار الشهري عليها .....
وحاول اقناعها بطرق ملتوية
خالد: يا ماما هاتي العقد الي عندك وانا رح جبلك عقد أحسن منو ورح يصير يدخل عليكي مدخول شهري وتستثمري أموالك بدل ماهي مركونة هيك ....
أم خالد هي ام مسكينة مهما فعل بها لا تستطيع أن تكره ابنها فهو فلذة كبدها.... لا تستطيع أن تتخيل مقدار الشر الذي في نفسه...
لا تستطيع أن تتخيل مقدار الطمع الذي عنده ....
(فكلنا يعرف ماهي الأم وما هو قلبها )
وافقت المسكينة ولكن بشرط أن يكون هناك عقد وشهود ...فهي تحاول جاهدة أن تأمن مكره وتأمن حياة أولادها ....
وافق خالد على شرط امه وأحضر شهودا على العقد الذي أعده
وقال لأمه ابصمي فهي لا تعرف القراءة أبدا
ولكن كما في زماننا هذا الذئاب فهناك البشر والحمدلله
كان واحد من الشهود يعرف القراءة وقال لأم خالد: يا أم خالد انتي مابدك تعرفي شو مكتوب بهذا العقد أو انتي بتعرفي من أبل ؟؟
أم خالد: والله يا ابني أنا بعرف انو هالعقد رح يجيب لي فلوس ورح يشغل الفلوس الي عندي ويصير عندي ايراط شهري والحمدلله ...
مسكينة أنت يا أم خالد هذا العقد هو عقد بيع لكل ما تملكين ..!!
هذه هي الطامة الكبرى لأم خالد بعدما أمنت له من جديد غدرها ؟!!
الشاهد رفض أن يشهد زورا ومزق العقد الذي أعده خالد وخرج غاضبا هو وصديقه الشاهد الآخر ...
أما خالد ثارت ثائرته فقد فشل مخططه الذي خطط له منذ حين وجن جنونه ودخل كالثور الهائج على أمه يطلب منها العقد والشرر يتطاير من عينيه وهي تضع يدها على صدرها لتحمي نفسها
من ابنها الهائج وتقول له : مافي ئلك عندي شي اطلع برا ...
خالد: هاتي العقد أحسنلك ....
أم خالد: برا من بيتي برااااااا ....هجم خالد على امه وطرحها أرضا وجلس يخنقها ويحاول انتزاع العقد من قلبها قبل كل شيئ وهي تصرخ,, ولكن بدأت قوتها تنهار شيئا فشيئا لولا رحمة ربي .. حيث سمعت الجارة نداء هند وسحر وبكائهم وهم يقفون خائفين لا يملكون أن يحمو امهم من هذا الوحش الكاسر ودخلت عليه وقالت بصوت عال: حسبي الله عليك يا خالد بدك تدبح امك مشان الفلوس ؟؟لم يلقي بالا خالد لكلام هذه
الجارة ولكنه وصل لهدفه وانتزع قلب امه من مكانه وأخذ العقد وترك امه متهاوية على الأرض تحيط بها دموعها وبناتها يبكون عليها ....
لم تلبث طويلا ام خالد بعد هذه الحادثة فقد لازمت الفراش من قهرها على ما أصابها وفارقت الحياة ولحقت بأبو خالد ...
كانت هند وقتها في سن الحادية عشر حيث تيتمت للمرة الثانية ...
لم يعد لها مأوى يجمعها لا هي ولا حتى أختها سحر فحينا كانو يعيشون عند أخواتهم المتزوجات ليسأم زوج الأخت من أخوات زوجته فهو ليس مكلف بهم فلهم أخوة,, وحينا يعيشون عند اخوهم خالد أو محمد فقد عمل محمد عند خالد في تجارته,
وسعيد ذهب لخدمة العسكرية.. اما في ذلك الوقت ذهبت هند لمدرسة أيتام كانت تداوم أغلب أيام الأسبوع بها وتعود في الاجازات ولكن الحمل أصبح ثقيلا عليهم هي تحب العلم والدراسة ولكنهم حرموها منها ومن حلم حياتها أن تكمل تعليمها وأجبروها على ترك المدرسة لظروفهم القاسية ولتساعد أختها سحر في شؤون المنزل أصبحت هند ناقمة لا تحب حياتها فاذا ساعدت في شؤون المنزل كانت تساعد على مضض لم تكن ترغب الا باكمال تعليمها وحلمها الذي سرق منها في حين غرة..
وكبرت وكبر حلمها معها .....
لي عودة أحبتي فانتظروني ....
&زهور الياسمين&