لـــســــماع الأحداث صوتياً من الراديـو
لا تتأخر
الــروابــط تــظـهـر بعـد التسجـيل والــرد
انت تقرأ : / موقف روسيا
سرغي لافروف: ينبغي بلوغ الاتفاق في كافة النزاعات
ما يجري في الشرق الأوسط اليوم ليس سوى أحد تجليات المواقف الراديكالية المتطرفة لجميع الفرقاء. هكذا وصف وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف أسباب المواجهة بين عناصر حماس الإسلامية الراديكالية وإسرائيل في قطاع غزة. وبذلك حمل كلا الطرفين مسئولية تصعيد العنف ..
يشير معلقنا الكسندر فاتوتين إلى أن عملية "الرصاص المصبوب" التي تدعي إسرائيل بأنها خطوة اضطرارية لا بد من اتخاذها لحماية شعبها من التطرف الإسلامي، كشفت عن ناحية مهمة لمشكلة الشرق الأوسط وهي أن الحل العسكري لا يمكنه أن يؤدي إلى تحقيق الهدف المطروح. ولم ينشأ الوضع الراهن تلقائيا فسبقته الأحداث التي كان من الممكن تفاديها. كما أن حركة حماس لم تنشأ من الفراغ. فإنها تعبر عن أمزجة حوالي نصف الفلسطينيين وفازت بالانتخابات البرلمانية سنة 2006 وشكلت حكومتها. وجرى كل ذلك حسب وصفات ما يسمى بالدول الديموقراطية التي فرضت عمليا هذه الانتخابات على الفلسطينيين. لكنها رفضت فيما بعد الاعتراف بحركة حماس وبحكومتها وأعلنتها منظمة إرهابية، مما دفع زعماء الإسلاميين إلى جعل مواقفهم أكثر راديكالية.. هكذا يفسر سرجي لافروف أسباب الأزمة الراهنة:
الانفجار الذي حدث الآن سببه تراكم عوامل النزاع خلال أربعة أعوام على الأقل جراء تزايد مواقف الفرقاء راديكالية ابتداء من الانتخابات البرلمانية في الأراضي الفلسطينية عندما لم تعترف بنتائجها بعض البلدان الغربية وإسرائيل ووصولا إلى إفشال الجهود المبذولة من قبل السعودية قبل سنتين حين تدخل الملك عبد الله شخصيا في العملية وقدم جهود الوساطة لإعداد الاتفاقية التي تم بموجبها تشكيل الحكومة التكنوقراطية الانتقالية في الأراضي الفلسطينية.
وهكذا نرى أن قسطا كبيرا من المسئولية عن الأحداث الجارية اليوم تتحمله إسرائيل ودول الغرب التي فعلت كل ما كان بوسعها لتحويل حماس إلى منبوذ سياسي، مما أدى إلى إفشال كافة محاولات تذليل الانشقاق في المجتمع الفلسطيني.
وفيما يخص موقف موسكو من هذه المسألة فإنها تركز، أولا، على وجوب وقف أعمال العنف من قبل الطرفين. ويعني ذلك، كما أكد سرجي لافروف، أنه من الضروري بلوغ الاتفاق بين جميع أطراف النزاع بما فيها حماس، مما يقتضي عودنها إلى الهدنة. وثانيا، يجب أن يوافق الإسلاميون على أرضية منظمة التحرير الفلسطينية ويعلنوا عن اعترافهم بصلاحيات محمود عباس باعتباره زعيما فلسطينيا شرعيا. أما ما يتعلق بجهود إٍسرائيل العسكرية فإنها تعرقل عملية السلام رغم أن إسرائيل تزعم أنها تهدف إلى إحلال السلام. إلا أن الحوار في الشرق الأوسط لا بديل له. ويتوجب على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يدركوا هذه الحقيقة ويعودوا إلى طاولة المباحثات. وعلى المجتمع الدولي أن يساعدهم في ذلك.